انتهت مشكلة الطلاق..وبقيت الرؤية الخاصه بالأطفال
الأسرة معناها «أب وأم وأولاد»، وحين يحدث الطلاق بين الزوجين يذهب الأولاد للحياة مع أحد الوالدين بصفة دائمة، وهذا لا يعني حرمان الطرف الآخر من المشاركة في تربية الأولاد ومتابعة نموهم يوماً بعد يوم
قانون رؤية الطفل الحالي ينص علي أنه من حق الأب أن يري طفله لمدة ٣ ساعات أسبوعياً فقط، وهذا له تأثير سيئ علي الأبناء، مما يؤدي مستقبلاً إلي إصابتهم بأمراض نفسية «الاكتئاب أو الفشل الدراسي»، لأن الأبناء يجدون أنفسهم يعيشون في صراع بين الوالدين، وكل منهما يريد السيطرة عليه عن طريق إعطائه صورة سيئة عن الطرف الآخر، والذي يكون غالباً صورته سيئة أمام الطفل، هو الأب لعدم جلوسه مع ابنه وقتاً طويلاً.
توجهت «هي» إلي محكمة الأسرة لتتعرف من الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين علي مدي تأثير ذلك علي نفسية الأبناء.
ومن محكمة أسرة مصر الجديدة قالت «مني. أ»: «تزوجت منذ ١٠ سنوات من رجل ثري، وبعد مرور شهور من الزواج، تحول إلي شخص آخر، يتعامل بأسلوب عنيف، وصولاً إلي الضرب، فتركت منزل الزوجية وعدت لمنزل والدي أكثر من مرة، وبتدخل الأقارب كنت أعود لمنزل الزوجية إلي أن أنجبت طفلة وتحملت سنوات طويلة من أجلها، ولكنني وصلت لطريق مسدود معه وحصلت علي الطلاق، ورفع دعوي رؤية لطفلته وكان يراها ٣ ساعات، فشعرت بأن هذا الوقت لا يكفي فاتفقت معه علي أن يأخذها يوم الخميس ويرجعها في اليوم التالي، وكان قد تزوج من أخري وكان يتعامل معها بعنف ويضربها أمام ابنته، مما أدي إلي إصابتها بصدمة نفسية، لدرجة أنها تقوم من نومها مفزوعة وهي الآن ترفض أن تزور والدها».
أما «هبة. م» فقالت: «أنا مطلوب مني أنفذ قرار المحكمة وسأنفذه فعلاً، ولن أحرم ابني من رؤية والده، لكن صعب أن يذهب معه للمنزل لأنني لا أضمنه، فقد يعطيه صورة سيئة عني، لذا أرفض زيادة وقت المقابلة علي ٣ ساعات».
وعلي الجانب الآخر، قال وائل صلاح عبدالوهاب، من الآباء المتضررين من قانون رؤية الطفل: «أنا من ضمن الآباء الواقعين في مطب الـ٣ ساعات، فهذه المدة القليلة تؤثر علي الأولاد حيث تجعلهم لا يعرفون شيئاً عن عائلة أبيهم ونسبهم وكأنهم (مقطوعون من شجرة)، فأنا غير معترض علي أن الطفل في المراحل الأولي من حياته يحتاج لرعاية الأم، وهذا ليس معناه أن يحرم من أبيه، لأن الأب له دور كبير في السيطرة علي ابنه أكثر من الأم، وبالرغم من أنني قبل الانفصال عن زوجتي اتفقت معها عن طريق كتابة عقد بأن يقيم ابني معي لمدة ٣ أيام وباقي أيام الأسبوع معها، فإنه للأسف بعد الطلاق تدخل الأهل والأقارب وحرموني من رؤيته وأصبحت أراه ٣ ساعات فقط، ولكن للأسف الشديد احتجت طليقتي ومنعتني من رؤيته وأنا الآن (عمال ألف في المحاكم) للحصول علي أي حكم لرؤيته».
وطالب محمود الزواوي، خبير اجتماعي بمكتب تسوية منازعات طنطا، بضرورة تغيير قانون رؤية الطفل، لأن الوقت المخصص للآباء غير كافٍ، مقارنة بالجلوس طوال الأسبوع مع الأم، خصوصاً أن أغلبية الأمهات المطلقات يعطين لأبنائهن فكرة سيئة عن والدهم، ويزرعن الخوف منهم، فالطفل حينما يقابل والده في يوم الزيارة المخصصة والتي تحددها المحكمة «الجمعة» في ٣ ساعات، لا يستطيع الأب الاقتراب من طفله ولو استطاع التآلف معه فكل ما يسمعه منه في هذا الوقت البسيط يتم محوه بمجرد الوصول إلي والدته، لذا يقوم بعض الآباء بالتعامل بقسوة مع أبنائهم حينما يجدونهم يبتعدون عنهم، وهذه المعاملات تجعل الابن يقع في دوامة الصراع، مما يجعله في النهاية ضحية عناد الوالدين، وعلي الأم والأب أن يغيرا أسلوبهما في المعاملة مع بعضهما، لأن هذه المعاملة شيء أساسي في عدم تعرض الابن لمشاكل نفسية متمثلة في الاكتئاب أو الفشل الدراسي، لأن الوالدين يستخدمان الطفل كوسيلة للضغط والتحدي.
وأكد الدكتور نائل السوده، استشاري طب نفسي، أن الخلافات التي تحدث بين الوالدين بعد انفصالهما هي نوع من العناد والانتقام، ودائماً الأم يكون لها دور واضح في ذلك، لأن هناك بعض السيدات يتعرضن إلي الضرب والإهانة من أزواجهن وبمجرد الطلاق تحاول أن تنتقم من الأب بمنعه من رؤية أولاده، ولكن هذا الأسلوب يؤثر بشكل سلبي علي الطفل، خصوصاً في سن الـ٥ سنوات الأولي من عمره يكون منجذباً لوالده، وحينما لا يجده يؤثر ذلك عليه وعلي نفسيته، ورؤيته مرة في الأسبوع لا تعطي أي نوع من المعايشة بين الأب والابن، ولا تشبع الطفل نفسياً